فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ} (24)

{ قَالُواْ } أي : بنو إسرائيل لموسى : { إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُواْ فِيهَا } وكان هذا القول منهم فشلاً وجبناً ، أو عناداً وجرأةً على الله وعلى رسوله . { فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا } قالوا هذا جهلاً بالله عزّ وجل وبصفاته وكفراً بما يجب له ، أو استهانة بالله ورسوله ؛ وقيل : أرادوا بالذهاب الإرادة والقصد ؛ وقيل أرادوا بالربّ هارون ، وكان أكبر من موسى ، وكان موسى يطيعه : { إِنَّا هاهنا قاعدون } أي : لا نبرح ها هنا لا نتقدّم معك ولا نتأخر عن هذا الموضع ؛ وقيل أرادوا بذلك عدم التقدم لا عدم التأخر .

/خ26