معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ} (17)

وقوله : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ } .

يقال : قعيد ، ولم يقل : قعيدان . حدثنا الفراء قال : وحدثني حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قعيد عن اليمين وعن الشمال يريد قُعود ، فجعل القعيد جمعا ، كما تجعل الرسول للقوم والاثنين . قال الله تعالى : { إِنا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِين } لموسى وأخيه ، وقال الشاعر :

ألِكْنى إليها ، وخيرُ الرسو *** لِ أعلَمُهم بنواحِي الْخَبَرْ

فجعل الرسول للجمع ، فهذا وجه ، وإن شئت جعلت القعيد واحداً اكتفي به من صاحبه ، كما قال الشاعر :

نَحْنُ بما عِندنا ، وأنت بما *** عندك راضٍ ، والرأي مختلِفُ

ومثله قول الفرزدق :

إِنِّي ضَمِنت لمن أتاني ما جَنَى *** وأبَى ، وَكان وكنت غير غَدُورِ

وَلم يقل : غدورين .