الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ} (17)

ثم قال : { إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد } [ 17 ] .

العامل في " إذ أقرب " ، أي : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد حين يتلقى المتلقيان ، وهما المكان عن اليمين وعن الشمال قعيد أي : قاعد ، وتقديره عند سيبويه : " عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد " . ثم حذف الأول {[64712]} لدلالة الثاني عليه {[64713]} .

فلذلك لم يقل ، قعيدان ، وهو قول الكسائي {[64714]} .

ومذهب الأخفش والفراء : أن قعيدا {[64715]} يؤدى عن {[64716]} اثنين وأكثر منهما كقوله : { يخرجكم طفلا } {[64717]} . {[64718]} ومذهب المبرد : أن " قعيدا " ينوي به التقديم والتأخير ، والتقدير عنده : " عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد " {[64719]} فاكتفى بالأول عن الثاني ومثله { والله ورسوله أحق أن يرضوه } {[64720]} . {[64721]}

وقيل : قعيد بمعنى الجماعة ، كما قال : { والملائكة بعد ذلك ظهير } {[64722]} . {[64723]}

قال قتادة وغيره : المتلقيان {[64724]} الملكان الحافظان على الإنسان جميع أعماله وألفاظه {[64725]} .

قال مجاهد : الذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات {[64726]} .


[64712]:ع : "الأولى".
[64713]:انظر: الكتاب لسيبويه 3/136، ومشكل إعراب القرآن 683، ومعاني الأخفش 2/696، وإعراب النحاس 4/244، والتبيان في إعراب القرآن 2//1174، والكشاف 4/384، وتفسير القرطبي 17/10، وتفسير الغريب 418، وتأويل مشكل القرآن 169.
[64714]:انظر: إعراب النحاس 4/224.
[64715]:ع: "قعيد".
[64716]:ع: "على".
[64717]:غافر: 67.
[64718]:انظر: معاني الفراء 3/97، وإعراب النحاس 4/224، والتبيان في إعراب القرآن 22/1175، وتفسير القرطبي 17/10.
[64719]:ساقط من ع.
[64720]:التوبة: 62.
[64721]:انظر: إعراب النحاس 4/224، والمقتضب 2/327، وتفسير القرطبي 17/10.
[64722]:التحريم: 4.
[64723]:انظر: إعراب النحاس 4/224، وتفسير القرطبي 17/10.
[64724]:ح: "الملتقيان".
[64725]:انظر: جامع البيان 26/100.
[64726]:انظر: تفسير مجاهد 614، وجامع البيان 26/100، والدر المنثور 7/593.