قوله : «إذْ يَتَلَقَّى » ظرف ل «أَقْرَب » ويجوز أن يكون منصوباً باذْكُرْ{[52370]} . والمعنى إذ يتلقى ويأخذ الملكان الموكلان بالإنسان عمله ومنطقه يحفظانه ويكتبانه .
قوله : { عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال } أي أحدهما عن يَمِينه والآخر عن شماله فالذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات . وقوله : «قَعِيدٌ » أي قاعد ، فيجوز أن يكون مفرداً على بابه ، فيكون بمعنى مُقَاعِد كخَلِيطٍ بمعنى مخالط . وفيه لطيفة ، وهي أن الله تعالى قال : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد المخالط لأجزائه الداخل في أعضائه والملك متنحٍ عنه فيكون علمنا{[52371]} به أكمل من علم الكاتب ، أو يكون عدل من فاعل إلى فعيل مبالغة كعليم{[52372]} . وجوز الكوفيون أن يكون فعيلٌ واقعاً موقع الاثنين أراد قعوداً كالرسوب يجعل للاثنين والجمع كما قال تعالى في الاثنين : { فقولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين } [ الشعراء : 16 ] . وقال المبرد : الأصل : عن اليمين قعيد وعن الشمال ، فأخر عن موضعه{[52373]} ، وهذا لا يُنَحِّي من وقوع المفرد موقع المثنى ، والأجود{[52374]} أن يدعى حذف إما من الأول أي عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ، وإما من الثاني فيكون قعيد الملفوظ به للأول . ومثله قوله :
رَمَانِي بأَمْرٍ كُنْتُ مِنْهُ وَوَالِدِي *** بَرِيئاً وَمِنْ أَجْل الطَّوِيِّ رَمَانِي{[52375]}
قال المفسرون : أراد بالقعيد اللازم الذي لا يبرح لا القائم{[52376]} الذي هو عند القائم . وقال مجاهد : القَعِيدُ : الرصيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.