الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ} (17)

قوله : { إِذْ يَتَلَقَّى } : ظرفٌ ل " أَقْرَبُ " . ويجوزُ أَنْ يكونَ منصوباً ب اذكُرْ .

قوله : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } يجوز أَنْ يكونَ مفرداً على بابِه ، فيكون بمعنى مُفاعِل كخليط بمعنى مُخالِط ، أو يكونَ عَدَلَ مِنْ فاعِل إلى فعيل مبالغةً ك عليم . وجوَّز الكوفيون أَنْ يكونَ فعيل واقعاً مَوْقِعَ الاثنين . وقال المبرد : " والأصل : عن اليمين قعيدٌ وعن الشِّمال ، فأُخِّرَ عن موضعِه " وهذا لا يُنْجي مِنْ وقوعِ المفردِ موقعَ المثنى . والأَجْوَدُ أَنْ يُدَّعَى حَذْفٌ : إمَّا من الأول أي : عن اليمين قعيدٌ وعن الشِّمال قعيدٌ ، وإمَّا من الثاني ، فيكون قعيدٌ الملفوظُ به للأول ، ومثلُه قولُ الآخر :

رَماني بأَمْرٍ كنتُ منه ووالدي *** بَريئاً ومِنْ أجل الطَّوِيِّ رَماني