معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّـٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ} (2)

وقوله : { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ } .

قرأها يحيى والأعمش وحمزة ( يظّاهرون ) ، وقرأها بعض أهل الحجاز كذلك ، وقرأها الحسن ونافع «يظَّهَّرُون » فشدد ، ولا يجعل فيها ألفا ، وقرأها عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي ( يُظاهِرون ) يرفعان الياء ، ويثبتان الألف ، ولا يشددان ، ولا يجوز فيه التشديد إذا قلت : ( يظاهرون ) وهي في قراءة أبيّ : يتظاهرون من نسائهم قوة لقراءة أصحاب عبد الله .

وقوله : { ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ } .

الأمهات في موضع نصب لما ألقيت منها الباء نصبتَ ، كما قال في سورة يوسف : { ما هذا بَشراً } إنما كانت في كلام أهل الحجاز : ما هذا ببشر ؛ فلما ألقيت الباء ترك فيها أثر سقوط الباء وهي في قراءة عبد الله «ما هن بأمهاتهم » ، وأهل نجد إذا ألقوا الباء رفعوا ، فقالوا «ما هذا بشر » ، «ما هن أمهاتهم » .

أنشدني بعض العرب :

رِكابُ حُسَيلٍ آخرَ الصيفِ بُدَّن *** وناقةُ عمرو ما يُحلّ لها رحل

ويزعم حسل أنه فرع قومه *** وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل .