الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّـٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ} (2)

والظِّهَارُ : قولُ الرجلِ لامرأته : أنتِ عليَّ كَظَهْرِ أُمِّي ، يريد في التحريم ؛ كَأَنَّها إشارة إلى الركوبِ ، إذ عُرْفُهُ في ظهور الحيوان ، وكان أهلُ الجاهلية يفعلون ذلك ، فَرَدَّ اللَّه بهذه الآية على فعلهم ، وأخبر بالحقيقة من أَنَّ الأُمَّ هي الوالدة ، وأَمَّا الزوجةُ فلا يكونُ حكمُهَا حُكْمَ الأُمِّ ، وجعل اللَّه سبحانه القول بالظهار ( مُنْكَراً وزوراً ) ، فهو مُحَرَّمٌ ، لَكِنَّهُ إذَا وقع لزم ؛ هكذا قال فيه أهل العلم ، لكنَّ تحريمه تحريمُ المكروهات جدًّا ، وقد رَجَّى اللَّه تعالى بعده بأَنَّهُ ( عَفُوٌّ غفور ) مع الكَفَّارَةِ .