معاني القرآن للفراء - الفراء  
{رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا} (11)

وقوله : { قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً } .

نزلت في الكتاب بنصب الرسول ، وَهو وجه العربية ، ولو كانت رسولٌ بالرفع كان صوابا ؛ لأن الذكر رأس آية ، والإستئناف بعد الآيات حسن . ومثله قوله : «التائبون » وقبلها : { إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ، فلما قال : { وذلك هو الفوزُ العظيمُ } استؤنف بالرفع ، ومثله : { وتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِِرُونَ ، صُمٌّ بُكْمٌ } ، ومثله : { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } ثم قال : { فَعَّالٌ لِما يُريدُ } ، وهو نكرة من صفة معرفة ، فاستؤنف بالرفع ، لأنه بعد آية .