فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا} (11)

{ أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا ( 10 ) رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ( 11 ) } .

مهما غلظ نكال الدنيا فإن عذاب الآخرة أشد وأبقى ، فأطيعوا الله وخافوه واعبدوه يا أصحاب العقول الذين آمنتم وصدقتم بربكم وكلماته ورسالاته .

[ { الذين آمنوا } منصوب بإضمار أعني بيانا للمنادي السابق أو نعت له أو عطف بيان . ]{[7157]}

قد نزل عليكم ربكم كتابا فيه ذكركم ، واتبعوا رسولا يتلو عليكم من كلمات الله وسور قرآنه وآياته ما يوضح لكم سبل السلام ومنهاج الرشاد فيهدي قلوب المؤمنين إلى الحق والخير ، ويقيمهم على الطريق النيرة التي لا حيرة فيها ولا ضلال ؛ ومن يستقم على هذا الصراط ويعمل البر والصالحات فإن مآواه أكرم الجنات ، والخلود في أعلى الدرجات ؛ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا .

روعي اللفظ أولا { ومن يؤمن } فجاء الجزاء { يدخله } ثم روعي المعنى فجاءت الحال { خالدين } ثم روعي اللفظ مرة ثانية { قد أحسن الله له } .


[7157]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.