غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا} (11)

1

قوله { رسولاً } قال جار الله : هو جبرائيل أبدل من { ذكراً } لأنه وصف بتلاوة آيات الله وكان إنزاله في معنى إنزال الذكر فصح إبداله منه ، أو أريد بالذكر الشرف كقوله { وإنه لذكر لك ولقومك } [ الزخرف :44 ] فأبدل منه كأنه في نفسه شرف إما لأنه شرف للمنزل عليه وإما لأنه ذو مجد وشرف عند الله ، أو جعل لكثرة ذكره الله وعبادته كأنه ذكر ، أو أريد ذا ذكر ملكاً مذكوراً في السماوات وفي الأمم كلها ، أو دل قوله { قد أنزل الله } على أرسل فكأنه قيل : أرسل رسولاً أو أعمل { ذكراً } في { رسولاً } إعمال المصدر في المفاعيل أي أنزل الله أن ذكر رسولاً أو ذكره رسولاً . قلت : لم يبعد على هذه الوجوه أن يكون المراد بالرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم . ثم ذكر غاية الإنزال أو التلاوة بقوله { ليخرج } والمعنى ليخرج الله أو الرسول { الذين } عرف منهم أنهم سيؤمنون من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، أو ليوفقهم بعد الإيمان والعمل الصالح لمزيد البيان والعيان الذي ينجيلي به ظلم الشكوك والحسبان . قوله { قد أحسن الله له رزقاً } فيه معنى التعجب والتعظيم .

/خ12