معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَسۡكِنُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ سَكَنتُم مِّن وُجۡدِكُمۡ وَلَا تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيۡهِنَّۚ وَإِن كُنَّ أُوْلَٰتِ حَمۡلٖ فَأَنفِقُواْ عَلَيۡهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ فَإِنۡ أَرۡضَعۡنَ لَكُمۡ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأۡتَمِرُواْ بَيۡنَكُم بِمَعۡرُوفٖۖ وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ} (6)

وقوله : { مِّن وُجْدِكُمْ } .

يقول : على قدر ما يجد أحدكم ؛ فإن كان موسّعاً وسَّع عليها في : المسكن ، والنفقة وإن كان مُقْتِراً فعلى قدر ذلك ، ثم قال : { وَإِن كُنَّ أُولاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } ينفق عليها من نصيب ما في بطنها ، ثم قال : { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } أجر الرضاع .

وقوله : { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } .

يقول : لا تضارّ المرأةُ زوجها ، ولا يضرّ بها ، وقد أجمع القراء على رفع الواو من : «وُجْدكم » ، وعلى رفع القاف من «قُدِر » [ وتخفيفها ] ولو قرءوا : قدِّر كان صوابا . ولو قرءوا مِنْ «وَجْدِكم » كان صوابا ؛ لأنها لغة لبني تميم .