بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا} (11)

ثم قال : { رَسُولاً } يعني : أرسل إليكم رسولاً ، { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ } يعني : يقرأ عليكم ويعرض عليكم . ويقال : { قَدْ أَنزَلَ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً } يعني : كتاباً مع رسوله ، ليتلو عليكم يعني : يقرأ عليكم { آيات الله مبينات } يعني : واضحات . ويقال : بيّن فيه الحلال والحرام . { لّيُخْرِجَ الذين آمَنُواْ } يعني : الذين صدقوا بتوحيد الله وطاعته { وَعَمِلُواْ الصالحات } يعني : الطاعات { مِنَ الظلمات إِلَى النور } يعني : من الجهالة إلى البيان . ويقال : { لّيُخْرِجَ الذين آمَنُواْ } اللفظ لفظ المستقبل ، والمراد به الماضي يعني : أخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ، يعني : من الكفر إلى الإيمان ؛ ويقال : هو المستقبل يعني : يخرجهم من الشبهات والجهالات إلى الدلالات والبراهين ؛ ويقال : ليدعو النبي صلى الله عليه وسلم ، ليخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان من قدرة الله الإيمان في سابق علمه .

ثم قال عز وجل : { وَمَن يُؤْمِن بالله } يعني : يصدق بالله . ويقال : يثبت على الإيمان ، { وَيَعْمَلْ صالحا } يعني : فرائض الله وسنن الرسول صلى الله عليه وسلم .

{ يُدْخِلْهُ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } . قرأ نافع ، وابن عامر : { ندخله } بالنون ، والباقون بالياء يعني : يدخله الله تعالى في الآخرة . { خالدين فِيهَا } يعني : مقيمين في الجنة دائمين فيها . { أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ الله لَهُ رِزْقاً } يعني : أعد الله له ثواباً في الجنة .