معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ} (39)

وقوله : { أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بَالِغَةٌ } .

القراء على رفع «بالغة » إلاّ الحسن ، فإنه نصبها على مذهب المصدر ، كقولك : حقاً ، والبالغُ في مذهب الحق يقال : جيِّد بالغ ، كأنه قال : جيّد حقا قد بلغ حقيقة الجودة ، وهو مذهب جيد وقرأه العوام ، أن تكون البالغة من نعت الأيمان أحب إليّ ، كقولك ينتهي بكم إلى يوم القيامة أيمان علينا بأنَّ لكم ما تحكمون ، فلما كانت اللام في جواب إِنّ كسرتها ، ويقال : أئن لكم ما تحكمون بالاستفهام ، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله : { أئذا كُنا تراباً } { أئنا لَمَرْدُودُونَ في الْحافِرَة } .