الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ} (39)

لفلان عليّ يمين بكذا : إذا ضمنته منه وحلفت له على الوفاء به ، يعني : أم ضمنا منكم وأقسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد

فإن قلت : بم يتعلق { إلى يَوْمِ القيامة } ؟ قلت : بالقدر في الظرف ، أي : هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة لا تخرج عن عهدتها إلا يومئذٍ إذا حكمناكم وأعطيناكم ما تحكمون . ويجوز أن يتعلق ببالغة ، على أنها تبلغ ذلكم اليوم وتنتهي إليه وافرة لم تبطل منها يمين إلى أن يحصل المقسم عليه من التحكيم . وقرأ الحسن «بالغة » بالنصب على الحال من الضمير في الظرف { إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } جواب القسم ؛ لأنّ معنى { أَمْ لَكُمْ أيمان عَلَيْنَا } أم أقسمنا لكم .