نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ} (39)

ولما نفى دليل العقل والنقل مع التعجب منهم والتهكم بهم ، وكان {[67653]}قد بقي{[67654]} أن الإنسان ربما عاهد غيره على شيء فيلزمه{[67655]} الوفاء به وإن{[67656]} كان خارجاً عما يدعو إليه العقل والنقل ، نفى ذلك بقوله : { أم لكم أيمان } أي{[67657]} غليظة جداً { علينا } قد حملتمونا إياها{[67658]} { بالغة } أي لأجل عظمها إلى نهاية رتب التأكيد بحيث يكون بلوغ غيرها ما يقصد بالنسبة إلى بلوغها ذلك عدماً أي أن بلوغها هو البلوغ لا غيره{[67659]} ، أو ثباتها منته { إلى يوم القيامة } لا يمكن الخروج عن عهدتها إلا في ذلك اليوم ليحتاج لأجلها إلى إكرامكم في الدارين .

ولما ذكر{[67660]} ذلك القسم بالأيمان ذكر المقسم عليه فقال : { إن لكم } {[67661]}أي خاصة دون المسلمين { لما تحكمون * } أي تفعلونه فعل الحاكم الذي يلزم قوله لعلو أمره على وجه التأكيد الذي لا مندوحة عنه فتحكمون لأنفسكم بما تريدون من الخير .


[67653]:- من ظ وم، وفي الأصل: لفي.
[67654]:- من ظ وم، وفي الأصل: لفي.
[67655]:- من ظ وم، وفي الأصل: الوقاية فإن.
[67656]:- من ظ وم، وفي الأصل: الوقاية فإن.
[67657]:- زيد في الأصل: إيمان، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67658]:- من ظ وم، وفي الأصل: بها.
[67659]:- من ظ وم، وفي الأصل: غيرها.
[67660]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.
[67661]:-زيد في الأصل: فيه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.