معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (48)

وقوله : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ الناسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ }

هذا إبليس تمثل في صورة رجل من بنى كِنانة يقال له سُرَاقة بن جُعْشُم . قال الفرّاء : وقوله { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } من قومي بنى كنانة ألاَّ يعرضوا لكم ، وأن يكونوا معكم على محمد ( صلّى الله عليه وسلّم ) فلما عاين الملائكةَ عرفهم ف " نَكَصَ على عَقِبَيْه " ، فقال له الحرث بن هشام : يا سراقة أفرارا من غير قتال ! فقال ( إني أَرَى ما لا تَرَوْن ) .