الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي  
{وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (48)

{ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم } الآية وذلك أن قريشا لما أجمعت المسير خافت كنانة وبني مدلج لطوائل كانت بينهم فتبدى لهم إبليس في جنده على صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكناني ثم المدلجي فقالوا له نحن نريد قتال هذا الرجل ونخاف من قومك فقال لهم أنا جار لكم أي حافظ من قومي فلا غالب لكم اليوم من الئاس { فلما تراءت الفئتان } التقى الجمعان { نكص على عقبيه } رجع موليا فقيل له يا سراقة أفرارا من غير قتال فقال { إني أرى ما لا ترون } وذلك أنه رأى جبريل مع الملائكة جاؤوا لنصر المؤمنين { إني أخاف الله } أن يهلكني فيمن يهلك { والله شديد العقاب }