قوله : { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم }[ 48 ] ، الآية .
المعنى : اذكر إذ زين لهؤلاء الكفار الشيطان أعمالهم{[27547]} .
قال الضحاك : جاءهم إبليس يوم بدر بجنوده فزين لهم أنهم لن ينهزموا وهم يقاتلون على دين آبائهم ، وأنه جار لهم ، فلما التقوا ، ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة { نكص على عقبيه } ، أي : رجع مدبرا ، وقال لهم : { إني أرى ما لا ترون }{[27548]} .
قال السدي : أتى المشركين{[27549]} إبليس في صورة سراقة{[27550]} بن مالك الكناني الشاعر / على فرس فقال : { لا غالب لكم اليوم من الناس }[ 48 ] ، فقالوا : من أنت ؟ قال : أنا جاركم سراقة بن مالك ، وهؤلاء{[27551]} كنانة قد أتوكم{[27552]} .
وقال قتادة : لما رأى الملعون جبريل عليه السلام تنزل معه الملائكة ، علم أنه لا يدين{[27553]} له بالملائكة ، فقال : { إني أرى ما لا ترون } ، وقال : { إني أخاف الله } ، وكذب الملعون ، ما به مخافة الله عز وجل ، ولكن لما رأى ما لا منعة له منه ، فرق{[27554]} وقال ذلك ، وهو كاذب على نفسه{[27555]} .
وقيل : إنه ظن أن الوقت الذي أُنظر{[27556]} إليه قد حضر ، فخاف{[27557]} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما رُئي إبليس يوما هو فيه أصغر ، [ ولا أدحر ]{[27558]} ، ولا أحقر ، ولا أغيظ من يوم عرفة ، وذلك مما يرى من تنزيل الرحمة والعفو عن الذنوب ، إلا ما رأى يوم بدر " ، قالوا : يا رسول الله ، وما رأى يوم بدر ؟ قال : " أما إنه رأى جبريل عليه السلام{[27559]} ، يزع{[27560]} الملائكة{[27561]} " .
قال الحسن : رأى جبريل عليه السلام ، معتجرا{[27562]} ببرد ، يمشي بين يدي النبي عليه السلام ، وفي يده اللجام{[27563]} .
ومعنى : { نكص على عقبيه }[ 48 ] ، رجع القهقرى{[27564]} .
وقيل معناه : رجع من حيث جاء{[27565]} .
وكانت وقعة بدر لسبع عشرة{[27566]} خلت من رمضان{[27567]} على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم النبي عليه السلام ، من مكة .
قال مالك : على رأس سنة ونصف{[27568]} .
وكانت وقعة بدر بسنة{[27569]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.