قوله تعالى : { عَلَى الْكِبَرِ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنَّ " على " على بابها من الاستعلاءِ المجازيِّ . والثاني : أنها بمعنى مع كقوله :
إنِّي على ما تَرَيْنَ من كِبَري *** أعلمُ مِنْ تُؤْكَلُ الكَتِفَ
قاله الزمخشري . ومحلُّ هذا الجارِّ النصبُ على الحالِ من الباء في " هَبْ لي " .
قوله : { لَسَمِيعُ الدُّعَآءِ } فيه أوجه ، أحدُها : أن يكون فعيل مثالَ مبالغةٍ مضافاً إلى مفعولِه ، وإضافتُه مِنْ نصبٍ ، وهذا دليلٌ لسيبويه على أن فَعِيلاً يعملُ عملَ اسمِ الفاعل ، وإن كان قد خالف جمهور البصريين والكوفيين .
الثاني : انَّ الإِضافةَ ليسَتْ مِنْ نصبٍ ، وإنما هو كقولك : " هذا ضاربُ زيدٍ أمس " . الثالث : أنَّ سميعاً مضافٌ لمرفوعه ويُجْعَلُ دعاءُ الله سميعاً على المجاز ، والمراد سماع الله ، قاله الزمخشري .
قال الشيخ : " وهو بعيدٌ لاستلزامِهِ أن يكونَ من الصفة المشبهة والصفةُ متعديةُ ، وهذا إنما يتأتَّى على قولِ الفارسيِّ فإنه يُجيز أن تكونَ الصفةُ المشبهة من الفعلِ المتعدِّي بشرطِ أَمْنِ اللَّبْس نحو : " زيد ظالمُ العبيد " إذا عُلِم أن له عبيداً ظالمين ، وأمَّا هنا فالَّبْسُ حاصلٌ ؛ إذ الظاهرُ أنه من إضافةِ المثالِ للمفعولِ لا للفاعل " .
قلت : واللَّبْسُ أيضاً هنا مُنْتَفٍ لأن المعنى على الإِسناد المجازي كما تقرَّر فانتفى اللَّبْسُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.