الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ} (41)

قوله تعالى : { وَلِوَالِدَيَّ } : العامَّةُ على " والِدَيَّ " بألفٍ بعد الواو وتشديدِ الياء ، وابن جبير كذلك ، إلا أنه سَكَّن الياءَ أراد والده وحدّه كقولِه

{ وَاغْفِرْ لأَبِي } [ الشعراء : 86 ] .

وقرأ الحسين بن علي ومحمد وزيد ابنا علي بن الحسين وابن يعمر " ولولدي " دون ألف ، تثنية وَلَد ، ويعني بهما إسماعيل وإسحاق ، وأنكرها الجحدريُّ بأنَّ في مصحف أُبَيّ " ولأبويَّ " فهي مفسِّرةٌ لقراءةِ العامَّة .

ورُوي عن ابنِ يعمر أنَّه قرأ " ولِوُلْدي " بضمِّ الواو وسكونِ الياء ، وفيها تأويلان ، أحدُهما : أنه جمع " وَلَد " كأُسْد في " أَسَد " ، وأنْ يكونَ لغةً في الوَلَد كالحُزْن والحَزَن ، والعَدَم والعُدْم ، والبُخْل والبَخَل ، وعليه قول الشاعر :

فليتَ زياداً كان في بَطْنِ أمِّه *** وليت زياداً كان وُلْدَ حمارِ

وقد قُرِئَ بذلك في مريم والزخرف ونوح في السبعة ، كما سيأتي إن شاء اللهُ تعالى . و " يومَ " نصبٌ ب " اغفر " .