فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ} (39)

{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء ( 39 ) }

ثم حمد الله سبحانه على بعض نعمه الواصلة إليه فقال : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ } أي على كبر سني وسن امرأتي { إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ } قيل ولد له إسماعيل و هو ابن تسع وتسعين سنة وولد له إسحاق وهو ابن مائة واثنتا عشرة سنة وقيل على هنا بمعنى مع أي مع كبري ويأسي عن الولد .

عن سعيد بن جبير قال : بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة وهبة الولد في هذا السن من أعظم المنن لأنه سن اليأس فلهذا شكر الله على هذه المنة ، وهذا قاله إبراهيم في وقت آخر لا عقيب ما تقدم من الدعاء ، لأن الظاهر أنه دعا بذلك الدعاء المتقدم أول ما قدم بهاجر وابنها وهي ترضعه ووضعها عند البيت ؛ وإسحاق لم يولد في ذلك الوقت ، قال الكرخي : وزمان الدعاء والحمد مختلف ، فإن الدعاء في طفولية إسماعيل ولم يكن إسحاق حينئذ .

{ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } أي لمجيب الدعاء من قولهم سمع كلامه إذا أجابه واعتد به وعمل بمقتضاه ، وهو من إضافة الصفة المتضمنة للمبالغة إلى المفعول ، والمعنى أنك لكثير إجابة الدعاء لمن يدعوك وكان إبراهيم قد دعا ربه فسأله الولد بقوله : { رب هب لي من الصالحين } فلما استجاب الله دعاءه قال الحمد لله الخ .