قوله تعالى : { هَذَا الْبَلَدَ آمِناً } : مفعولا الجَعْلِ التصييري ، وقد تقدَّم تحريرُه في البقرة . قال الزممخشري : " فإن قلت : أيُّ فَرْقٍ بين قولِه
{ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً } [ البقرة : 126 ] وبين قولِه { هَذَا الْبَلَدَ آمِناً } ؟ قلت : قد سأل في الأول أن يجعلَه مِنْ جملة البلادِ التي يأْمَنُ أهلُها ولا يخافون ، وفي الثاني أن يُخْرجَه مِنْ صفةٍ كان عليها من الخوفِ إلى ضِدِّها من الأمنِ ، كأنه قال : هو بلدٌ مَخُوفٌ فاجْعَلْه آمِناً " .
قوله : { وَاجْنُبْنِي } يُقال : جَنَبَه شرَّاً ، / وأَجْنَبَه إياه ، ثلاثياً ، ورباعياً ، وهي لغةُ نجدٍ ، وجَنِّبه إياه مشدداً ، وهي لغةُ الحجازِ ، وهو المَنْعُ ، وأصلُه مِنَ الجانب . وقال الراغب : " وقولُه تعالى : { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ } مِنْ جَنَبْتُه عن كذا ، أي : أَبْعَدْتُه منه . وقيل : مِنْ جَنَبْتُ الفَرَسَ كأنما أن يقودَه عن جانبِ الشِّرْك بألطافٍ منه وأسبابٍ خفيَّةٍ " .
و { أَن نَّعْبُدَ } على حَذْفِ الحرف ، أي : عن أن . وقرأ الجحدريُّ وعيسى الثقفي " وأَجْنِبْني " بقطعِ الهمزة مِنْ أَجْنَبَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.