الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

قوله تعالى : { لِيَوْمٍ } : أي : لأَجْلِ يومٍ ، فاللامُ للعلَّة وقيل : بمعنى إلى ، أي : للغاية . وقرأ العامَّة " يُؤَخِّرُهم " بالياء لتقدُّم اسمِ الله الكريم . وقرأ الحسن والسلميُّ والأعرج وخلائق - وتُروى عن أبي عمرو - " نَؤَخِّرُهم " بنون العظمة . و " تَشْخَصُ " صفةٌ ل " يوم " ومعنى شُخُوصِ البصر حِدّةُ النظرِ وعَدَمُ استقرارِه في مكانِه ، ويقال : شَخَص سَهْمُهُ وبَصَرُه وأشخصَهما صاحبُهما ، وشَخَصَ بصرُه : لم يَطْرِفْ جَفْنُه ، ويقال : شَخَصِنْ بلدِه ، أي : بَعُدَ ، والشَّخْص : سوادُ الإِنسانِ المَرْئِيِّ من بعيد .