قوله : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ } : أي : إبليسَ وذريتَه ، أو ما أشهدْتُ الملائكةَ فكيف تعبدونهم ؟ أو ما أشهدْتُ الكفارَ فكيف تَنْسُبون إليَّ ما لا يليق بجلالي ؟ أو ما أشهدْتُ جميعَ الخَلْقِ .
وقرأ أبو جعفر وشيبةُ والسختياني في آخرين : " أشهَدْناهم " على التعظيم .
قوله : { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ } وُضع الظاهرُ موضعَ المضمر ؛ إذ المراد بالمُضِلِّين مَنْ نفى عنهم إشهادَ خَلْقِ السماواتِ ، وإنما نبَّه بذلك على وَصْفِهم القبيحِ .
وقرأ العامَّةُ " كُنْتُ " بضمِّ التاء إخباراً عنه تعالى . وقرأ الحسن والجحدري وأبو جعفر بفتحها خطاباً لنبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم . وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه { مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ } نوَّن اسمَ الفاعلِ ونَصَبَ به ، إذ المرادُ به الحالُ أو الاستقبالُ .
وقرأ عيسى " عَضْداً " بفتح العين وسكون الضاد ، وهو تخفيفٌ شائعٌ كقولِ تميم : سَبْع ورَجْل في : سَبْع ورَجْل . وقرأ الحسن " عُضْداً " بالضم والسكون : وذلك أنه نَقَل حركةَ الضادِ إلى العينِ بعد سَلْبِ العينِ حركتَها . وعنه أيضاً " عَضَداً " بفتحتين و " عُضُداً " بضمتين . والضحاك " عِضَداً " بكسر العين وفتحِ الضاد . وهذه لغاتٌ في هذا الحرفِ .
والعَضُدُ من الإِنسانِ وغيرِه معروفٌ . ويُعَبَّر به عن العونِ والنصير فيقال : فلان عَضُدي . ومنه { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } [ القصص : 35 ] أي : سنُقَوِّي نُصْرَتَك ومعونَتك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.