الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَوۡمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقٗا} (52)

قوله : { وَيَوْمَ يَقُولُ } : معمولٌ ل " اذكر " أي : ويوم نقولُ يجري كيت وكيت . وقرأ حمزة " نقولُ " بنون العظمة مراعاةً للتكلم في قوله : " ما أَشْهَدْتُهم " إلى أخره . والباقون بياءِ الغَيْبَةِ لتقدُّمِ اسمِ الشريفِ الظاهر .

قوله : " مَوْبِقاً " مفعولٌ أولُ للجَعْلِ ، والثاني الظرفُ المُقَدَّم . ويجوز أن تكونَ متعدِّيةً لواحدٍ ، فيتعلَّق الظرفُ بالجَعْلِ أو بمحذوفٍ على الحال مِنْ " مَوْبَقا " .

والمَوْبِقُ : المَهْلَكُ ، يقال : وَبِقَ يَوْبِق وَبَقاً ، أي : هَلَكَ ووَبَقَ يَبِقُ وُبُوقاً أيضاً : هَلَكَ وأَوْبَقه ذنبُه . وعن الفراء : " جَعَلَ اللهُ تواصُلَهم هَلاكاً " فجعل البَيْنَ بمعنى الوَصْلِ ، وليس بظرفٍ كقولِه : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 94 ] في وجهٍ . وعلى هذا فيكون " بينَهم " مفعولاً أولَ ومَوْبِقاً " مفعولاً ثانياً . والمَوْبِقُ هنا : يجوز أَنْ يكونَ مصدراً وهو الظاهر . ويجوزُ أَنْ يكونَ مكاناً/ .