الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا} (56)

قوله : { لِيُدْحِضُواْ } : متعلِّقٌ ب " يُجَادِل " والإِدْحاض : الإِزْلاق يقال : أَدْحَضَ قدمَه ، أي : أَزْلَقَها وأَزَلَّها عن موضعِها ، والحجة الداحضة التي لا ثباتَ لها لزلزلةِ قَدَمِها . والدَّحْضُ : الطينُ لأنه يَزْلِقُ فيه . قال :

أبا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوفاءَ وهِبْتَه *** وحِدْتَ كما حادَ البعيرُ الدَّحْضِ

وقال آخر :

وَرَدْتُ ونَجَّى اليَشْكرِيِّ حِذارُه *** وحادَ كما حادَ البَعيرُ عن الدَّحْضِ

و " مكانٌ دَحْضٌ " مِنْ هذا .

قوله : { وَمَا أُنْذِرُواْ } يجوزُ في " ما " هذه أَنْ تكونَ مصدريةً ، وأَنْ تكونَ بمعنى الذي والعائد محذوف . وعلى التقديرين فهي عطفٌ على " آياتي " . و " هُزُوا " مفعولٌ ثانٍ أو حالٌ . وتقدَّم الخلافُ في " هُزُوا " . وتقدَّم إعرابُ ما بعد هذه الآية في الأنعام .