السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا} (56)

ولما كان ذلك ليس إلى الرسول وإنما هو إلى اللّه تعالى نبه بقوله تعالى : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين } بالثواب على أفعال الطاعة { ومنذرين } بالعقاب على أفعال المعصية فيطلب منهم الظالمون من أممهم ما ليس إليهم { ويجادل الذين كفروا } أي : يجدّدون الجدال كلما أتاهم أمر من قبلنا { بالباطل } من قولهم : { ما أنتم إلا بشر مثلنا } [ يس ، 15 ] ولو كنتم صادقين لأتيتم بما يطلب منكم مع أن ذلك ليس كذلك إذ ليس لأحد غير اللّه من الأمر شيء { ليدحضوا به } أي : ليبطلوا بجدالهم { الحق } أي : القرآن والمعجزات المثبتة لصدقهم { واتخذوا آياتي } أي : القرآن { وما أنذروا } أي : وإنذارهم أو والذي أنذروا به من العقاب { هزوا } أي : استهزاء وقرأ حفص بالواو وقفاً ووصلاً وحمزة بالواو ووقفاً لا وصلاً وسكن الزاي حمزة ورفعها الباقون ولحمزة في الوقف أيضاً النقل .