النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا} (56)

قوله عز وجل : { . . ليُدحضوا به الحقَّ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : ليذهبوا به الحق ، ويزيلوه ، قاله الأخفش .

الثاني : ليبطلوا به القرآن ويبدلوه ، قاله الكلبي .

الثالث : ليهلكوا به الحق .

والداحض الهالك ،

مأخوذ من الدحض وهو الموضع المزلق من الأرض الذي لا يثبت عليه خف ولا حافر ولا قدم ، قال الشاعر{[1837]} :

ردَيت ونجَى اليشكري حِذارُه *** وحادَ كما حادَ البعير عن الدحض

{ واتخدوا آياتي وما أنذروا هُزُواً } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن الآية البرهان ، وما أنذروا القرآن .

الثاني : الآيات القرآن وما أنذروا الناس .

ويحتمل قوله : { هزواً } وجهين :

أحدهما : لعباً .

الثاني : باطلاً .


[1837]:هو طرفة بن العبد كما في اللسان ـ دحض.