الآية56 : وقوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين } أي لم نرسلهم بما{[11690]} يوجب لهما البشارة والنذارة ، إنما أرسلوا للأمر والنهي ليأمروا الناس بالطاعة طاعة الله ، وينهوهم عن معاصيه . لهذا ، والله أعلم ، أُرْسِلُوا بالبشارة لمن اتبع أمرهم ، وانتهى عما{[11691]} نهوا عنه /319- أ/ والنذارة لمن ارتكب ما نهوا عنه . فتكون البشارة للمتبعين لهم في أمرهم ، والنذارة للمرتكبين المنهى عنه ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { ويجادل الذين كفروا بالباطل } يحتمل قوله : { ويجادل الذي كفروا بالباطل } وما نسبوه إلى السحر والكهانة والإفك وغيره . به يجادلونه ، وهو باطل . أو أن يكونوا عرفوا أن ما يجادلونهم به ، ويحاجونهم باطل وأن ما يدعوهم الرسول إلى الله حق وصدق ونور . لكن يعاندونه ، ويجادلونه ، وعندهم أنهم{[11692]} على باطل كقوله : { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم } الآية ( التوبة : 32 ) عرفوا أنه نور لكنهم عاندوه في المجادلة والمحاجة بالباطل والله أعلم .
وقوله تعالى : { ليدحضوا به لحق } أي ليبطلوا به الحق .
وقوله تعالى : { واتخذوا آياتي وما أنذرو هزوا } قال بعضهم : آياته : الشمس والقمر وغيرهما{[11693]} { وما أنذروا }( وما أنذر به ){[11694]} الرسل ، وهو القرآن .
وقل بعضهم : { واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا } القرآن والحجج التي أقامها ، وما أمروا به غير القرآن ، وهي{[11695]} المواعيد ، هزوا . وقال صاحب{[11696]} هذا التأويل : تأويل الأول باطل ، لا يصح لأنه قال على إثره { ومن أظلم ممن ذُكِّرَ بآيات ربه فأعرض عنها } يقول : هذا يدل أنه أراد بالآيات ما ذكرنا من الحجج والبراهين لا ما ذكر .
وجائز أنهم إذا لم يعلموا بآياته ، ولم يستعملوها ، نسبهم إلى الهُزُوِ بها والسخرية ، وإن لم يهزؤوا بها وهو كما{[11697]} سماهم عميا وبكما وصما ، لم ينتفعوا بهذه الحواس ، ولم يستعملوها في ما جعلت له ، وإن لم يكونوا في الحقيقة كذلك . فإذا كان ، فعلى ذلك هذا ، والله أعلم .
ثم تحتمل مجادلتهم إياهم ما قالوا : هذا سحر وكهانة ، وإنه إفك وشعر ، ونحوه . أو أن تكون مجادلتهم قولهم { أبعث لله بشرا رسولا } ( لإسراء : 94 ) { إن أنتم إلا بشر مثلنا } ( إبراهيم : 10 ) وأشباه ذلك من المجادلات التي كانت منهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.