الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۚ وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ} (121)

قوله : { فَغَوَى } : الجمهورُ على فتحِ الواوِ وبعدها ألفٌ . وتفسيرُها واضحٌ . وقيل : معناه بَشِمَ . من قولهم : " غَوِي البعير " بكسر الواو ، والياء ، إذا أصابه ذلك . وقد حكى أبو البقاء هذه قراءةً وفسَّروها بهذا المعنى . قال الزمخشريُّ : " وعن بعضِهم : فَغَوى فبشِم من كثرةِ الأكل . وهذا وإن صَحَّ على لغةِ مَنْ يَقْلِبُ الياءَ المكسورَ ما قبلَها ألفاً فيقولُ في فَنِي وبَقِي : فَنا وبَقا وهم بنو طيِّىء تفسيرٌ خبيثٌ " . قلت : كأنه لم يَطَّلِعْ على أنه قُرِىء بكسر الواو ، ولو اطَّلع عليها لَرَدَّها . وقد فَرَّ القائلُ بهذه المقالةِ مِنْ نسبةِ آدمَ عليه السلام إلى الغَيِّ .