الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ} (79)

وقرأ العامَّةُ " فَفَهَّمْناها " بالتضعيفِ الذي للتعدية ، والضميرُ للمسألةِ أو للفُتْيا . وقرأ عكرمةُ " فَأَفْهَمْناها " بالهمزةِ عَدَّاه بالهمزةِ ، كما عَدَّاه العامَّةُ بالتضعيف .

قوله : { يُسَبِّحْنَ } في موضعِ نصبٍ على الحال . و " الطيرَ " يجوز أن ينتصبَ نَسَقاً على الجبالِ ، وأن ينتصِبَ على المفعولِ معه . وقيل : " يُسَبِّحْن " مستأنفٌ فلا محلَّ له . وهو بعيدٌ ، وقُرِىء " والطيرُ " رفعاً ، وفيه وجهان . أحدهما : أنه مبتدأٌ والخبرُ محذوفٌ أي : والطيرُ مُسَخَّراتٌ أيضاً . والثاني : أنه نَسَقٌ على الضمير في " يُسَبِّحْن " ولم يؤكَّدْ ولم يُفْصَلْ ، وهو موافق لمذهب الكوفيين .

والنَّفْشُ : الانتشارُ ، ومنه { كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ } [ القارعة : 5 ] ونَفَشَتِ الماشيةُ : أي : رَعَتْ ليلاً بغير راعٍ عكسَ الهَمَلِ وهو رَعْيُها نهاراً مِنْ غيرِ راعٍ .