الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَنُوحًا إِذۡ نَادَىٰ مِن قَبۡلُ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ} (76)

قوله : { وَنُوحاً } : فيه وجهان : أحدُهما : أنَّه منصوبٌ عَطْفاً على " لُوْطاً " فيكونُ مشتَرِكاً معه في عامِلِه الذي هو " آتَيْنا " المفسَّرِ ب " آتيناه " الظاهرِ . وكذلك { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ } [ الآية : 78 ] والتقدير : ونوحاً آتيناه حُكْماً ، وداودَ وسليمان آتيناهما حكماً . وعلى هذا ف " إذ " بدلٌ مِنْ " نوحاً " ومِنْ " داود وسليمان " بدلُ اشتمالٍ . وقد تقدَّم تحقيقُ مثلِ هذا في طه .

الثاني : أنَّه منصوبٌ بإضمارِ " اذكُرْ " أي : اذكر نوحاً وداودَ وسليمانَ أي : اذْكُرْ خبَرهم وقصتَهم ، وعلى هذا فتكونُ " إذ " منصوبةً بنفسِ المضافِ المقَّدرِ أي : خبرَهم الواقعَ في وقتٍ كان كيتَ وكيتَ .

وقوله : { مِن قَبْلُ } أي : مِنْ قبلِ هؤلاءِ المذكورين .