ولما بيّن تعالى أنه صلى الله عليه وسلم على سنة من مضى من الرسل في كونه رجلاً بيّن أنه على سنتهم في جميع الأوصاف التي حكم بها على البشر في العيش والموت ، فنبه على الأول بقوله تعالى : { وما جعلناهم } أي : الذين اخترنا بعثتهم إلى الناس ليأمروهم بأوامرنا { جسداً } أي : ذوي جسد ولحم ودم متصفين بأنهم { لا يأكلون الطعام } بل جعلناهم أجساداً يأكلون ويشربون ، وليس ذلك بمانع من إرسالهم .
فائدة : قال ابن فارس في المجمل وفي كتاب الخليل : إن الجسد لا يقال لغير الإنسان ، وتوحيد الجسد لإرادة الجنس كأنه قيل : ذوي ضرب من الأجساد ، أو على حذف المضاف ، أي : ذوي جسد كما مر ، أو تأويل الضمير لكل واحد ، وهو جسم ذو لون ، قال البيضاوي : ولذلك أي : ولكون الجسد جسماً ذا اللون لا يطلق على الماء والهواء ، وهو في الماء مبني على أنه لا لون له ، وإنما يتلون بلون ظرفه أو مقاله ؛ لأنه جسم شفاف ؛ لكن قال الإمام الرازي : بل له لون ويرى ، ومع ذلك لا يحجب عن رؤية ما وراءه ، ثم نبه على الثاني بقوله تعالى : { وما كانوا خالدين } أي : بأجسادهم ، بل ماتوا كما مات الناس قبلهم وبعدهم ، وإنما امتازوا عن الناس بما يأتيهم عن الله تعالى ورسولكم صلى الله عليه وسلم ليس بخالد ، فتربصوا كما أشار إليه ختم طه ، فإنه متربص بكم ، وأنتم عاصون الملك الذي اقترب حسابه لخلقه وهو مطيع له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.