الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا جَعَلۡنَٰهُمۡ جَسَدٗا لَّا يَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَٰلِدِينَ} (8)

ثم قال تعالى : { وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام }[ 8 ] .

أي : وما جعلنا الرسل الذين أرسلنا في الأمم الخالية ، جسدا لا يأكلون الطعام . أي : لم نجعلهم ملائكة ، ولكن جعلناهم مثلك ، يأكلون الطعام .

وقال قتادة : معناه : ( ما جعلناهم جسدا إلا ليأكلوا الطعام ){[45761]} .

وقال الضحاك : معناه : ( لم أجعلهم جسدا لا روح فيه ، لا يأكلون الطعام ، ولكن جعلناهم أجسادا فيها أرواح يأكلون الطعام ){[45762]} . والجَسَدُ وُحِّدَ وقبله جماعة ، لأنه بمعنى المصدر ، كأنه قال : وما جعلناهم{[45763]} خلقا لا يأكلون الطعام .

والتقدير : ذوي جسد . وهذا جواب لقولهم { وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام }{[45764]} .

فأعلمهم [ الله ]{[45765]} أن الرسل تأكل الطعام ، وأنهم يموتون . وهو معنى قوله : وما كانوا خالدين .


[45761]:انظر: جامع البيان 17/5 وزاد المسير 5/341.
[45762]:انظر: جامع البيان 17/5.
[45763]:ع وما خلقناهم والمثبت في النص من ز.
[45764]:الفرقان آية 7.
[45765]:زيادة من ز.