الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَأَصۡحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونَۢا بَيۡنَ ذَٰلِكَ كَثِيرٗا} (38)

قوله : { وَعَاداً } : فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أَنْ يكونَ معطوفاً على قومِ نوح ، وأنْ يكونَ معطوفاً على مفعولِ " جَعَلْناهم " ، وأَنْ يكونَ معطوفاً على محلِّ " للظالمين " لأنَّه في قوةِ : وَعَدْنا الظالمين بعذابٍ .

قوله : { وَأَصْحَابَ الرَّسِّ } فيه وجهان ، أحدهما : من عَطْفِ المغايِرِ . وهو الظاهرُ . والثاني : أنَّه من عطفِ بعضِ الصفاتِ على بعضٍ . والمرادُ بأصحابِ الرِّسِّ ثمودُ ؛ لأنَّ الرَّسَّ البِئْرُ التي لم تُطْوَ ، عن أبي عبيد ، وثمودُ أصحابُ آبار . وقيل : الرَّسُ نهرٌ بالمشرق ، ويقال : إنهم أناسٌ عبدةُ أصنامٍ قَتَلوا نبيَّهم ، ورسَوْه في بئرٍ أي : دَسُّوه فيها .

قوله : { بَيْنَ ذَلِكَ } " ذلك " إشارةٌ إلى مَنْ تقدَّم ذكرُه ، وهم جماعاتٌ ، فلذلك حَسُنَ " بين " عليه .