الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (11)

قوله : { قُصِّيهِ } : أي : قُصِّي أثرَه أي : تَتَبَّعيه .

قوله : { فَبَصُرَتْ بِهِ } أي : أَبْصَرَتْه ، وقرأ قتادةُ " بَصَرَتْ " بفتح الصاد . وعيسى بكسرِها . وتقدَّم معناه في طه .

قوله : { عَن جُنُبٍ } في موضعِ الحال : إمَّا مِنَ الفاعلِ أي : بَصُرَتْ به مُسْتَخْفِيَةً كائنةً عن جُنُبٍ ، وإمَّا مِن المجرورِ ، أي : بعيداً منها . وقرأ العامَّةُ " جُنُبٍ " بضمتين وهو صفةٌ لمحذوفٍ . أي : مِنْ مكان بعيد . وقال أبو عمرو ابن العلاء : " أي : عن شوق " ، وهي لغةُ جُذام يقولون : جَنِبْتُ إليك أي : اشْتَقْتُ . وقرأ قتادة والحسن والأعرج وزيد بن علي بفتح الجيمِ وسكونِ النونِ ، وعن قتادةَ أيضاً بفتحهما . وعن الحسن " جُنْبِ " بالضم والسكونِ . وعن سالم " عن جانبٍ " وكلُّها بمعنى واحد . ومثلُه : الجَنَابُ والجَنابَة .

قوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } جملةٌ حاليةٌ ، ومتعلَّق الشعورِ محذوفٌ أي : أنها تَقُصُّه ، أو أنه سيكونُ لهم عَدُوَّاً وحَزَناً .