البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (11)

{ وقالت لأخته } ، طمعاً منها في التعرف بحاله .

{ قصيه } : أي اتبعي أثره وتتبعي خبره .

فروي أنها خرجت في سكك المدينة مختفية ، فرأته عند قوم من حاشية امرأة فرعون يتطلبون له امرأة ترضعه ، حين لم يقبل المراضع ، واسم أخته مريم ، وقيل : كلثمة ، وقيل : كلثوم ، وفي الكلام حذف ، أي فقصت أثره .

{ فبصرت به } : أي أبصرته ؛ { عن جنب } ، أي عن بعد ؛ { وهم لا يشعرون } بتطلبها له ولا بإبصارها .

وقيل : معنى { عن جنب } : عن شوق إليه ، حكاه أبو عمرو بن العلاء وقال : هي لغة جذام ، يقولون : جنبت إليك : اشتقت .

وقال الكرماني : جنب صفة لموصوف محذوف ، أي عن مكان جنب ، يريد بعيد .

وقيل : عن جانب ، لأنها كانت تمشي على الشط ، وهم لا يشعرون أنها تقص .

وقيل : لا يشعرون أنها أخته .

وقيل : لا يشعرون أنه عدو لهم ، قاله مجاهد .

وقرأ الجمهور : عن جنب ، بضمتين .

وقرأ قتادة : فبصرت ، بفتح الصاد ؛ وعيسى : بكسرها .

وقرأ قتادة ، والحسن ، والأعرج ، وزيد بن علي : جنب ، بفتح الجيم وسكون النون .

وعن قتادة : بفتحهما أيضاً .

وعن الحسن : بضم الجيم وإسكان النون .

وقرأ النعمان بن سالم : عن جانب ، والجنب والجانب والجنابة والجناب بمعنى واحد .

وقال قتادة : معنى عن جنب : أنها تنظر إليه كأنها لا تريده .