قوله : { فَارِغاً } : خبرُ " أصبحَ " أي : فارغاً من العقلِ ، أو من الصبرِ ، أو من الحُزْن . وهو أبعدُها . ويَرُدُّه قراءاتٌ تُخالِفهُ : فقرأ فضالةُ والحسنُ " فَزِعاً " بالزاي ، مِنَ الفزعِ . وابن عباس " قَرِعاً " بالقافِ وكسرِ الراء وسكونِها ، مِنْ قَرِِعَ رأسُه : إذا انحسَرَ شعرُه . والمعنى : خلا مِنْ كلِّ شيء ، وانحسَر عنه كلُّ شيءٍ ، إلاَّ ذِكْرَ موسى . وقيل : الساكنُ الراءِ مصدرُ قَرَعَ يَقْرَعُ أي : أصيب . وقُرِىء " فِرْغاً " بكسر الفاءِ وسكونِ الراء . والغينِ معجمةً ، أي : هَدْراً . كقوله :
فإنْ يَكُ قَتْلى قد أُصيبَتْ نفوسُهُمْ *** فلَنْ يَذْهبُوا فَرْغاً بقَتْلِ حِبالِ
" فَرْغاً " حالٌ مِنْ " بِقَتْلِ " . وقرأ الخليلُ " فُرُغاً " بضم الفاء والراء وإعجامِ الغين ، من هذا المعنى .
قوله : { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي } " إنْ " : إمَّا مخففةٌ ، وإمَّا نافيةٌ . واللامُ : إمَّا فارقةٌ ، وإمَّا بمعنى إلاَّ .
قوله : { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا } جوابُها محذوفٌ أي : لأَبْدَتْ ، كقولِه : { وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [ يوسف : 24 ] . و { لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } متعلقٌ ب " رَبَطْنا " . والباء في " به " مزيدةٌ في المفعولِ أي : لِتُظْهِرَه وقيل : ليسَتْ زائدةً بل سببيةٌ . والمفعولُ محذوفٌ أي : لَتُبْديْ القولَ بسببِ موسى أو بسببِ الوَحْي . فالضميرُ يجوزُ عَوْدُه على موسى أوعلى الوحي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.