قوله : { قُرَّةُ عَيْنٍ } : فيه وجهان ، أظهرهما : أنَّه خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي : هو قُرَّةُ عينٍ . والثاني : وهو بعيدٌ جداً أَنْ يكونَ مبتدأ ، والخبرُ " لا تَقْتُلوه " . وكأنَّ هذا القائلَ حقُّه أَنْ يُذَكَّر فيقول : لا تقتلوها إلاَّ أنه لمَّا كان المرادُ مذكراً ساغَ ذلك .
والعامَّة من القرَّاء والمفسرين وأهلِ العلم يقفون على " ولَكَ " . ونقل ابن الأنباري بسنده إلى ابن عباس عنه أنه وَقَف على " لا " أي : هو قُرَّةُ عينٍ لي فقط ، ولك لا ، أي ليس هو لك قرةَ عين ، ثم يَبْتَدِىء بقوله " تَقْتُلوه " ، وهذا لا ينبغي أن يَصِحَّ عنه ، وكيف يَبْقَى " تَقْتُلوه " من غيرِ نونِ رفعٍ ولا مُقْتَضٍ لحَذْفِها ؟ ولذلك قال الفراء : " هو لحنٌ .
قوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } جملةٌ حاليةٌ . وهل هي من كلامِ الباري تعالى وهو الظاهرُ ، أو من كلامِ امرأةِ فرعون ؟ كأنَّها لَمَّا رأَتْ مَلأَه أشاروا بقتلِه قالَتْ له كذا أي : افعلَ أنتَ ما أقولُ لك ، وقومُك لا يَشْعُرون . وجَعَل الزمخشريُّ الجملةَ مِنْ قولِه : { وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ } معطوفةً على " فالتقطه " ، والجملةَ مِنْ قولِه : { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } إلى " خاطئين " معترضاً بين المتعاطفين/ ، وجَعَلَ متعلَّقَ الشعور مِنْ جنسِ الجملةِ المعترضةِ أي : لا يَشْعُرون أنهم على خطأ في التقاطِه . قال الشيخ : " ومتى أمكن حَمْلُ الكلامِ على ظاهرِه مِنْ غيرِ فصلٍ كان أحسنَ " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.