الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (11)

ثم قال تعالى{[53315]} : { وقالت لأخته قصيه } أي قصي أثره أي اتبعي أثره ، فانظري{[53316]} أخرجه أحد من البحر ، ومن التابوت أم لا ؟ فإن أخرج{[53317]} فانظري ماذا يفعلون به ؟ .

وقيل معناه : انظري أحي هو أم أكلته دواب البحر{[53318]} ؟ ثم قال : { فبصرت به عن جنب } و{[53319]} في الكلام حذف ، والتقدير : فقصت أخت موسى أثره ، فبصرت بموسى عن بعد ، ولم تقر به لئلا يعلم أنها من قرابته ، يقال : بصرت به وأبصرته ، ويقال{[53320]} : عن جنب وعن جنابة ، ومنه قولهم : فلان أجنبي .

قيل{[53321]} عن جنب : أي أبصرته عن شق عينها اليمنى . { وهم لا يشعرون }[ 10 ] ، بها أنها أخته .

وعن ابن عباس{[53322]} : على جنب والجنب أن يسمو{[53323]} بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى جنبه / ، لا يشعر به{[53324]} .

وحكى بعض المفسرين : عن جنب : عن شوق .

قال أبو عمرو : وهي لغة لجذام{[53325]} ، يقولون : تجنبت إليك أي تشوقت{[53326]} . وقوله : { وهم لا يشعرون }[ 10 ] ، أي وآل فرعون لا يشعرون{[53327]} أنها أخته جعلت تنظر إليه كأنها لا تريده .

وقيل معناه : وهم لا يشعرون ما يصير إليه أمر موسى ، ولا يعلمون كرامته على الله .


[53315]:"تعالى" سقطت من ز.
[53316]:ز: وانظري.
[53317]:ز: أخرجه.
[53318]:قاله ابن عباس، انظر: ابن جرير 20/39.
[53319]:"الواو" من "وفي" سقطت من ز.
[53320]:انظر: اللسان1/277 مادة: جنب.
[53321]:ز: وقيل.
[53322]:ابن كثير 5/267، كذا في الدر20/390.
[53323]:ز: تسموا: وهو تحريف.
[53324]:ابن جرير20/39.
[53325]:جذام: بطن من كهلان من القحطانية وهم: بنو جذام. انظر: معجم قبائل العرب1/174.
[53326]:بعده في ز: إليك.
[53327]:ز: لا يعلمون.