{ وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصّيهِ } أي قالت أمّ موسى لأخت موسى ، وهي مريم قصيه : أي تتبعي أثره ، واعرفي خبره ، وانظري أين وقع ، وإلى من صار ؟ يقال : قصصت الشيء : إذا اتبعت أثره متعرّفاً لحاله { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } أي أبصرته عن بعد ، وأصله عن مكان جنب ، ومنه الأجنبي .
فلا تحرميني نائلاً عن جنابة *** فإني امرؤ وسط الديار غريب
وقيل المراد بقوله : { عن جنب } عن جانب ، والمعنى : أنها أبصرت إليه متجانفة مخاتلة ، ويؤيد ذلك قراءة النعمان بن سالم عن جانب ، ومحلّ { عن جنب } النصب على الحال إما من الفاعل ، أي بصرت به مستخفية كائنة عن جنب ، وإما من المجرور : أي بعيداً منها . قرأ الجمهور { بصرت به } بفتح الباء وضم الصاد ، وقرأ قتادة بفتح الصاد ، وقرأ عيسى بن عمر بكسرها . قال المبرّد : أبصرته ، وبصرت به بمعنى ، وقرأ الجمهور { عن جنب } بضمتين ، وقرأ قتادة والحسن والأعرج وزيد بن عليّ بفتح الجيم وسكون النون ، وروي عن قتادة أيضاً أنه قرأ بفتحهما . وروي عن الحسن أيضاً أنه قرأ بضم الجيم وسكون النون . وقال أبو عمرو بن العلاء : إن معنى { عَن جُنُبٍ } عن شوق . قال : وهي لغة جذام يقولون : جنبت إليك : أي اشتقت إليك { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنها تقصه وتتبع خبره ، وأنها أخته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.