الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ} (12)

قوله : { الْمَرَاضِعَ } : قيل : يجوزُ أَنْ تكونَ جمعَ مُرْضِع ، وهي المرأة .

وقيل : جمعُ " مَرْضَعْ " بفتح الميمِ والضاد . ثم جَوَّزوا فيه أَنْ يكونَ مكاناً أي : مكان الإِرضاع وهو الثَّدْيُ ، وأَنْ يكونَ مصدراً أي : الإِرْضاعاتِ أي : أنواعَها .

قوله : { مِن قَبْلُ } أي : مِنْ قبلِ قَصِّها أثرَه .

قوله : { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } الظاهرُ أنه ضميرُ موسى . وقيل : لفرعون . ومن طريف ما يُحْكى : أنها لَمَّا قالَتْ لهم ذلك استنكروا حالَها وتفرَّسوا أنها قَرابَتُه . فقالَتْ : إنما أردْتُ : وهم للمَلِكِ ناصحون . فتخلَّصَتْ منهم . قاله ابن جريج . قلت : وهذا يُسَمَّى عند أهلِ البيانِ " الكلامَ المُوَجَّه " ومثلُه لَمَّا سُئل بعضُهم وكان بين أقوامٍ ، بعضُهم يُحِبُّ عليَّاً دونَ غيرِه ، وبعضُهم أبا بكر ، وبعضُهم عمرَ ، وبعضُهم عثمانَ ، فقيل له : أيُّهم أحبُّ إلى رسول الله ؟ فقال : مَنْ كانت ابنتُه تحته .