تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (11)

[ الآية 11 ] وقوله تعالى : { وقالت لأخته قصيه } أي اتبعي أثره .

وقوله تعالى : { فبصرت به عن جنب } قيل : عن بعد ، أي كانت تتبع أثره عن بعد منه . وقال بعضهم : الجنب : أن يسمو بصر الإنسان إلى موضع بعيد ، وهو إلى جنبه بقرب منه . وذلك عند الناس معروف ظاهر فيهم ذلك .

وقال /395- ب/ بعضهم في قوله : { فبصرت به عن جنب } قال : مشت بِجُنَّابِه{[15240]} ، وهي معرضة عنه كأجنبية .

وقوله تعالى : { وهم لا يشعرون } أن هذه تراقبه ، أو تنظر إليه وتحفظه ، أو لا يشعرون أن هلاكهم على يديه . بصرت ، وأبصرت ، واحد . وقوله : { عن جنب } عن ناحية بعيدة ، وجوانب جماعة . ويقال : رجل جنب ، وقوم أجناب ، وجانب ، وأجانب ، وأجنبي ، أي غريب ، وهذا كله من الاجتناب ، وهو قول أبي عوسجة والقتبي .


[15240]:- في الأصل وم: بجنباته.