فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (11)

{ قالت } أم موسى { لأخته } وهي مريم ، وقال الضحاك إن اسمها كاتمة وقال السهيلي كلثوم ، ذكر الماوردي { قصيه } أي تتبعي أثره واعرفي خبره وانظري أين وقع ؟ وإلى من صار ؟ يقال قصصت الشيء إذا اتبعت أثره متعرفا لحاله .

{ فبصرت به } أبصرته . قال المبرد : أبصرته وبصرت به بمعنى ، قرئ ( بصرت } بفتح الباء وبضم الصاد وقرئ بفتحها وبكسرها { عن جنب } أصله عن مكان جنب ومنه الأجنبي وقيل : المراد بقوله عن جنب عن جانب قاله ابن عباس ، والمعنى أنها أبصرت إليه متجانفة مخاتلة ، وقرئ عن جاب أي بصرت به مستخفية ، كائنة عن جنب ، أو بعيدا منها وقرئ بضمتين وبضم الجيم وسكون النون ، وقال أبو عمروا بن العلاء : إن معنى عن جنب عن شوق قال : وهي لغة جذام ، يقولون : جنبت إليك أي اشتقت إليك .

{ وهم لا يشعرون } أنها أخته ؛ وأنها تقصه ، وتتبع أثره ، وأخرج الطبراني ، وابن عساكر عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة : أما شعرت أن الله زوجني مريم بنت عمران ، وكلثوم أخت موسى ، وامرأته فرعون ؟ قالت : هنيئا لك يا رسول الله ، وأخرجه ابن عساكر عن ابن رداد مرفوعا بأطول من هذا وفي آخره أنها قالت : بالفاء والبنين .