قوله تعالى : { مَن تُدْخِلِ } : " مَنْ " شرطيةٌ مفعولٌ مقدَّم واجبُ التقديمِ لأنَّ له صدرَ الكلام ، و " تُدْخِل " مجزوم بها . و { فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } جوابُها . وحكى أبو البقاء عن بعضهم قولين غريبين . أحدهما : أن تكونَ " مَنْ " منصوبةً بفعلٍ مقدرٍ يُفَسِّره قوله : " فقد أَخْزَيْتَه ، وهذا غَلَطٌ ؛ لأنَّ مِنْ شرطِ الاشتغالِ صحةَ تسلُّط ما يُفَسِّر على ما هو منصوب ، والجواب لا يعمل فيما قبل فعل الشرط ؛ لأنه لا يتقدَّم على الشرط . الثاني : أن " مَنْ " مبتدأ ، والشرطُ وجوابُه خبر هذا المبتدأ ، وهذان الوجهان غَلَطٌ . والله أعلم . وعلى الأقوالِ كلِّها فهذه الجملةُ الشرطيةُ في محلِّ رفعٍ خبراً ل " إنَّ " .
ويُقال : خَزَيْتُه وأَخْزَيْتُه ثلاثياً ورباعياً ، والأكثرُ الرباعي ، وخَزِيَ الرجلُ يَخْزَى خِزْياً إذا افتضح ، وخَزاية إذا استحيا فالفعلُ واحد ، وإنما يتميز بالمصدر كما تقدم .
قوله : { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } " مِنْ " زائدة لوجود الشرطين ، وفي مجرورها وجهان ، أحدهما : أنه مبتدأ وخبرُه الجارِّ قبله ، وتقديمُه هنا جائزٌ لا واجبٌ لأنَّ النَّفْيَ مُسَوِّغ ، وحَسَّنَ تقديمَه كونُ مبتدئِه فاصلةً . الثاني : أنه فاعلٌ بالجارِّ قبله لاعتمادِه على النفي ، وهذا جائزٌ عند الجميع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.