قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ } : إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ هذا الظرفَ نَسَقاً على الظرفِ قبلَه وهو قولُهُ : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ } وإنْ شِئْتَ جَعَلْته منصوباً بمقدَّر قاله أبو البقاء .
وقرأ عبدُ الله بن مسعود وابن عمر : " وإذ قال الملائكة " دونَ تاءِ تأنيث ، وتوجيهُ ذلك تقدَّم في { فَنَادَاهُ الْمَلائِكَةُ } . ومعمولُ القولِ الجملةُ المؤكَّدَةُ بإنَّ مِنْ قَوْلِهِ : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ } ، وكَرَّر الاصطفاءَ رفعاً مِنْ شأنِهِا .
قال الزمخشري : " اصطفاكِ أولاً حين تَقَبَّلَكِ مِنْ أُمِّك ورَبَّاك واخْتَصَّكِ بالكرامَةِ السَّنِيَّة ، واصطفاكِ آخِراً على نساءِ العالمين بأَنْ وَهَبَ لكِ عيسى من غَيْرِ أَبٍ ولم يكنْ ذلك لأحدٍ من النساء "
واصْطَفَى : افْتَعَلَ من الصَّفْوَة ، أُبْدِلَتْ التاءُ طاءً لأجلِ حرفِ الإِطْبَاقِ وقد تقدَّم تقريرُه في البقرة ، وتقدَّم سببُ تعدِّية ب " على " ، وإن كان أصلُ تعديتِهِ ب " مِنْ " . وقال أبو البقاء : " وكَرَّر اصطفى : [ إمَّا ] توكيداً ، وإمَّا ليبيِّن مَنِ اصطفاها عليهنَّ " ، وقال الواحدي : " وكَرَّر الاصطفاءَ لأنَّ كِلا الاصطفاءين يختلفُ معناهما ، فالاصطفاء الأول عمومٌ يدخُل فيه صوالحُ النساءِ ، والثاني اصطفاء بما اختصَّتْ به من خصائِصِها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.