الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (14)

قوله : { لِقَآءَ يَوْمِكُمْ } : يجوزُ في هذه الآيةِ أوجهٌ ، أحدها : أنها مِن التنازعِ ؛ لأنَّ " ذُوقوا " يطلبُ " لقاءَ يومِكم " و " نَسِيْتُمْ " يطلبه أيضاً . أي : ذوقوا عذابَ لقاءِ يومِكم هذا بما نَسِيْتُمْ عذابَ لقاءِ يَوْمِكم هذا ، ويكونُ من إعمالِ الثاني عند البصريين ، ومن إعمالِ الأول عند الكوفيين ، والأولُ أصَحُّ للحَذْفِ من الأول ؛ إذ لو أعمل الأولَ لأَضْمَرَ في الثاني . الثاني : أن مفعولَ " ذُوْقوا " محذوفٌ أي : ذُوْقوا العذابَ بسببِ نسيانِكم لقاءَ يومكم و " هذا " على هذين الإِعرابين صفةٌ ل " يومِكم " . الثالث : أن يكونَ مفعولُ " ذوقوا " " هذا " والإِشارةُ به إلى العذاب ، والباءُ سببيةٌ أيضاً أي : فذوقوا هذا العذابَ بسببِ نِسيانِكم لقاءَ يومكم . وهذا يَنْبُو عنه الظاهرُ .