غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (14)

1

ثم أكد إهانتهم بقوله { فذوقوا } وانتصب { هذا } على أنه مفعول { فذوقوا } وقوله { لقاء } مفعول { نسيت } أي ذوقوا هذا العذاب بما نسيتم لقاء يومكم وذهلتم عنه بعد وضوح الدلائل أو تركتم الفكر فيه ، ويجوز أن يكون { هذا } صفة { يومكم } ومفعول { ذوقوا } محذوف وهو العذاب و{ لقاء } مفعول { نسيتم } أو هو مفعول { فذوقوا } على حذف المضاف أي تبعة لقاء يومكم ويكون { نسيتم } متروك المفعول أو محذوفه وهو الفكر في العاقبة . وقوله { إنا نسيناكم } من باب المقابلة والمراد تركهم من الرحمة نظيره

{ نسوا الله فنسيهم } [ التوبة : 67 ] وقوله { عذاب الخلد } من باب إضافة الموصوف إلى الصفة في الظاهر نحو : رجل صدق . أمرهم على سبيل الإهانة بذوق عذاب الخزي والخجل ، ثم بذوق العذاب الخلد أعاذنا الله منه بفضله العميم .

/خ30