اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (14)

{ فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ } قال مقاتل{[42825]} : إذا دخلوا النار قال لهم الخزنة : { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ } أي تركتم الإيمان به في الدنيا . «لِقَاءَ يَوْمِكُمْ » ( يجوز{[42826]} فيه أوجه :

أحدها : أنها من التنازع لأن{[42827]} «ذُوقُوا » يطلب «لِقَاء يَوْمِكُمْ » و «نَسِيتُمْ » يطلبه أيضاً أي ذُوقُوا عَذَابَ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ ) هذا بما نَسِيتُمْ عذاب لقاء يومكم هذا ويكون من إعمال الثاني عند البصريين ومن إعمال الأول عند الكوفيين{[42828]} ، والأول أصح للحذف من الأول ؛ إذ لو عمل الأول لأضمر في ( الثاني ){[42829]} .

الثاني : أن مفعول «ذُوقُوا » محذوف أي ذُوقُوا العذاب بسبب نِسْيَانِكم لقاءَ يومكم{[42830]} ، ( و «هذا »{[42831]} على هذين الإعرابين صفة «ليَوْمِكُمْ » .

الثالث : أن يكون مفعول{[42832]} «ذُوقُوا » «هَذَا » والإشارة به إلى العذاب ، والباء سببية أيضاً أي فذوقوا هذا العذاب بسبب نِسْيَانكم لقاء يومكم ){[42833]} ، وهذا ينبو عنه الظاهر ، قال ابن الخطيب «هذا » يحتمل ثلاثة أوجه :{[42834]} أن يكون إشارة إلى اللقاء ( وأن{[42835]} يكون إشارة إلى اليوم ) ، وأن يكون إشارة إلى العذاب ، ثم قال : «إنَّا نَسِينَاكُمْ » تركناكم غيرَ ملتفت إليكم { وَذُوقُواْ عَذَابَ الخلد بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الكفر والتكذيب .


[42825]:نقله في زاد المسير 6/337.
[42826]:ما بين المعقوفين كله ساقط من "ب".
[42827]:حكاه أبو البقاء في التبيان 49. والبحر 7/202 والدر المصون 4/359.
[42828]:التبيان 1049 والدر المصون 4/360.
[42829]:زيادة عن النسختين يقتضيها سياق الكلام.
[42830]:ذكره في البحر المحيط 7/202.
[42831]:المرجع السابق.
[42832]:ذكره أبو البقاء في التبيان 1049.
[42833]:ما بين القوسين كله ساقط من "ب".
[42834]:انظر: التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي 25/180.
[42835]:ساقط من "ب" وهي في تفسير الفخر الرازي.