الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (14)

ثمّ يقال لأهل النار : { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَآ } أي تركتم الإيمان به { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } تركناكم في النار { وَذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون } .

أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، عن أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني ، عن الحسن ابن أيّوب القزويني ، عن عبدالله بن أبي زياد القطواني ، عن سيار حماد الصفار ، عن حجاج الأسود ، عن جبلة ، عن مولى له ، عن كعب قال : إذا كان يوم القيامة يقوم الملائكة فيشفعون ، ثمّ يقوم الأنبياء فيشفعون ، ثمّ يقوم الشهداء فيشفعون ثمّ يقوم المؤمنون فيشفعون . حتّى انصرمت الشفاعة كلّها فلم يبق أحد ، خرجت الرحمة ، فتقول : ياربِّ أنا الرحمة فشفّعني ، فيقول : قد شفّعتكِ ، فتقول : ياربّ فيمَن ؟ فيقول : في مَن ذكرني في مقام وخافني فيه أو رجاني أو دعاني دعوة واحدة خافني أو رجاني فأخرجيه ، قال : فيخرجون فلا يبقى في النار أحد يعبأ الله به شيئاً ، ثمّ يعظم أهلها بها ، ثمّ يأمر بالنار فتقبض عليهم فلا يدخل فيها رَوح أبداً ، ولا يخرج منها غمٌّ أبداً وقيل :

{ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } [ الجاثية : 34 ] .